كيس النوم الملتصق بالجسم قد يساعد في حماية نظر رواد الفضاء
January 2021
عندما يبقى رواد الفضاء في الفضاء الخارجي لفترات طويلة، فإنهم كثيراً ما يصابون بمشكلة في الرؤية تُعرف باسم متلازمة العين العصبية المرتبطة برحلات الفضاء (SANS). يحاول العلماء الآن منع حدوث ذلك من خلال كيس نوم تجريبي مفرغ من الهواء ومحكم الإغلاق.
هنا على الأرض، من الطبيعي أن يتدفق الدم والسائل النخاعي إلى رأسنا أثناء استلقائنا في السرير ليلاً. عندما ننهض من السرير في الصباح ونقف، تتسبب الجاذبية في تدفق السوائل الزائدة عائدة إلى أسفل الجسم، لذلك يبقى كل شيء كما ينبغي.
ومع ذلك، في بيئة الفضاء الخالية من الجاذبية، فإن هذا الحمل الإضافي من السوائل لا يترك الرأس أبداً. يضغط السائل باستمرار على مؤخرة العين – وهي حالة يمكن أن تتسبب بمرور الوقت في تسطيح مقلة العين وتورم في الأعصاب البصرية. غالباً ما يؤدي هذا إلى إعاقات بصرية مثل قصر النظر.
عادة ما تحل المشكلة نفسها بمجرد عودة رواد الفضاء إلى الأرض لفترة من الوقت. إلا أنهم قد يواجهون صعوبة في أداء بعض المهام التي تعتمد على الرؤية بينما لا يزالون في الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن (SANS) قد تؤثر أيضاً على وظائف المخ، بالإضافة إلى أنها قد تؤدي إلى مشاكل في القلب.
وهنا يأتي دور كيس النوم عالي التقنية.
تم تطويره من قبل الدكتور بنجامين ليفين وزملائه في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوثويست الطبي ، وهو يتكون من كيس نوم محكم الإغلاق مع إطار صلب وحشية في الجزء العلوي تغلق حول خصر المستخدم. بمجرد أن يدخل الجزء السفلي من جسم الشخص داخل الجهاز، يتم ضخ الهواء من الكيس المحكم، مما يؤدي إلى تفريغه منه. الفكرة هي أن هذا الفراغ سوف يسحب السوائل بعيداً عن رأس مستخدميه إلى الجزء السفلي من الجسم، مما يمنح أعينهم بشكل أساسي استراحة من الضغط أثناء النوم.
في اختبار لهذه التقنية، قضى 10 متطوعين ما مجموعه ستة أيام في وضع الاستلقاء (مستلقون على الظهر)، ولأنهم لم يقفوا أبداً، كانت السوائل قادرة على التراكم داخل رؤوسهم، كما يحدث في الفضاء.
في ثلاثة من تلك الأيام، كان المتطوعون يرقدون ببساطة على السرير طوال النهار والليل. لكن بالنسبة للأيام الثلاثة الأخرى، أمضوا ثماني ساعات كل ليلة في كيس النوم. عندما تم فحص عيونهم لاحقاً عن طريق التصوير المقطعي البصري، وجد أن جزءاً من العين المعروف باسم المشيمية كان أقل تورماً بشكل ملحوظ خلال الفترة التي تم فيها استخدام كيس النوم – ومن المعروف أن تورم المشيمية يسبق مشاكل الرؤية المرتبطة بـرحلات الفضاء.
من المأمول الآن أنه بمجرد إجراء مزيد من الدراسات، يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في نهاية المطاف لضمان راحة رواد الفضاء.
يقول ليفين: “ربما تكون هذه واحدة من أكثر القضايا الطبية المهمة المرتبطة ببرامج الفضاء التي تم اكتشافها في العقد الماضي، وأنا ممتن للمتطوعين الذين يساعدوننا في فهم المشكلة، وإصلاحها كما نأمل”.
تم نشر ورقة بحثية حول هذا البحث مؤخراً في مجلة JAMA Ophthalmology.
المصدر: UT Southwest Medical Center عبر EurekAlert