ترجمة عربية للمؤلفات الطبية الخاصة بالعناية بالعيون من أجل تواصل بشكل أفضل مع المرضى

August 2021

بقلم: سنيهال ساونت 

 

غالباً ما يعتبر الوصول إلى التشخيص الصحيح وتقديم العلاج المناسب للمرضى من أهم الإجراءات التي يقوم بها اختصاصي الرعاية الصحية. ومع ذلك يخبرنا البحث أن "التواصل" بين الطبيب المختص والمريض يلعب دوراً مهماً في تحقيق الهدف المتمثل في ضمان تقديم العلاج المناسب. يواجه عديد من الأطباء عقبة في طريقهم لتحقيق هذا الهدف هي عدم فهم المرضى لهم بوضوح بسبب حاجز اللغة.

 

وفقًا لمجلة AMA Journal of Ethics، فإن فشل التواصل بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية يساهم في النتائج العكسية وحصول الأخطاء الطبية. في كثير من الأحيان يرجع فشل التواصل إلى حد كبير إلى محدودية معرفة اللغة الإنجليزية من المرضى الذين يجدون صعوبة في فهم المصطلحات الطبية.

 

تشكل اللغة في أجزاء كثيرة من العالم بما في ذلك الشرق الأوسط حاجزاً بين اختصاصيي الرعاية الصحية والمرضى. يظل الطب من أكثر الدراسات المطلوبة في العالم، وغالباً ما يتم تدريس مواده باللغة الإنجليزية. في مثل هذا السيناريو يجد المهنيون الطبيون صعوبة في شرح 

المصطلحات الطبية المعقدة باللغة العربية لمرضاهم.

 

وللاهتمام بهذا الموضوع قرر أحد الرواد في قطاع الرعاية الصحية بدولة الكويت، الدكتور عبد الرحمن عبد الله العوضي (رحمه الله) التغلب على هذا الحاجز عندما بادر بإنشاء المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية في عام 1980م. وقد تم إنشاء المركز ليسهل على المهنيين الطبيين في كل التخصصات التواصل بوضوح وتقديم الرعاية الجيدة والآمنة للمرضى ذوي المعرفة المحدودة باللغة الإنجليزية وكان الهدف أيضاً توفير المؤلفات الطبية لأعضاء هيئة التدريس وطلاب الطب كمراجع للبحث.

 

والمركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية، المعروف أيضاً باسم ACMLS، هو منظمة إقليمية منبثقة عن مجلس وزراء الصحة العرب – جامعة الدول العربية ومقره الدائم دولة الكويت.

 

يقوم المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية بالتأليف والترجمة في المجالات الصحية وإصدار سلسلة المناهج الطبية العربية (المؤلفة والمترجمة) لكليات الطب والمعاهد الصحية. وسلسلة الثقافة الصحية الموجهة للقارئ المتخصص وغير المتخصص من أجل نشر الوعي الصحي وكذلك سلسلة المعاجم الطبية المتخصصة، ومجلة تعريب الطب وهي لسان حال المركز في الدعوة إلى استخدام اللغة العربية في التعليم العام والجامعي، إضافة إلى المعجم المفسر للطب والعلوم الصحية الذي يُعد عملاً فريداً ورائداً في الوطن العربي بما يتميز به من شروحات مدعمة بالصور.

 

أوضح السيد عصام العبدلي (علاقات عامة) بالمركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية في حديثه إلى مجلة آيزون، أن المركز يخدم غرضين رئيسيين؛ دعم أواصرالأخوة بين الأطباء في العالم العربي بالتواصل بشكل أفضل مع المرضى من خلال ترجمة المصطلحات الإنجليزية والمواد السريرية الأخرى إلى اللغة العربية، ودعم دراسة الطب في الكويت من خلال إنشاء ثقافة طبية عربية تعتمد على أحدث الأبحاث الطبية من جميع أنحاء العالم.

 

مضيفاً أنه تم إصدار 212 كتاباً شاملاً في المجال الطبي و 154 إصداراً من سلسلة الثقافة الصحية اعتماداً على مجموعة من الأطباء والمحررين المتخصصين.

 

في حين أن هذه الكتب تتعلق بكل مجال من مجالات الطب بما في ذلك أمراض القلب وطب الأطفال وما إلى ذلك، فإن ستة من هذه الكتب متخصصة في قياس البصر وطب العيون.

 

وبعض هذه الكتب مثل: "معجم تصحيح البصر وعلوم الإبصار" و"أساسيات طب العيون للدارسين بكليات الطب والأطباء الممارسين"و"أطلس أمراض العين في الدول العربية" هي منجم ذهب لمجال العلوم البصرية، حيث إنها بمثابة مستودع لجميع المصطلحات الشائعة المستخدمة في هذا التخصص ومصدر للمعلومات للأطباء والطلاب والباحثين في البصريات وطب العيون وتقويم البصر والعلوم البصرية. كما أنها تخدم الآخرين الذين يبحثون عن إجابات لاستفساراتهم حول التشوهات البصرية وأمراض العيون والأمراض والمتلازمات الجهازية مع 

علم التشريح، وعلم وظائف الأعضاء والبصريات والعين وظاهرة الرؤية.

 

كتاب "أساسيات طب العيون" على سبيل المثال، عدا عن كونه مرجعاً مهماً للدارسين في كليات الطب، فإنه يضع محتوياته في خدمة الأطباء وكافة العاملين في مجال طب العيون بلغة دقيقة وواضحة مدعمة بأكثر من 200 من الصور والرسوم التوضيحية عالية الدقة.

 

وذكر السيد عصام أن المؤلفات الطبية التي تم تأليفها أو ترجمتها في المركز يتم توزيعها عبر المكتبات والكليات الطبية والمنظمات في دول مجلس التعاون الخليجي.

 

"يلاحظ في العيادات والمستشفيات أن الأطباء يتحدثون باللغة الإنجليزية لكن المريض الناطق بالعربية غير قادر على المتابعة. إن الضعف في التواصل بين المرضى والأطباء يؤدي إلى انخفاض الالتزام بالأدوية وتقليل رضا المرضى والنتائج السلبية للتجارب السريرية، مما ينجم عنه أخطاء وتفاوتات صحية لهذه الفئة السكانية الضعيفة، ومن ثم تهدف الأدبيات الطبية العربية إلى سد هذه الفجوة بين الأطباء والمرضى".

 

تحدث المحرران الطبيان في المركز، الدكتورة إسلام حسني والدكتورة هبة الدالي بالتفصيل عن العملية المكثفة التي تم إجراؤها لأعمال الترجمة، وأوضحا أن لجنة من الخبراء تختار الكتب من المؤلفات الطبية الدولية لترجمتها، ثم يتم تسليمها إلى طبيب خبير في موضوع معين ليقوم بالترجمة. بمجرد حصولهم على المواد المترجمة يقوم المحررون الطبيون من داخل المؤسسة، وهم أنفسهم أطباء محررون في مجال الأدوية بتحرير وتصحيح وتدقيق المواد المترجمة.

 

يعمل بالمركز فريق كبير من المحررين والمدققين والمخرجين لإصدار هذه الكتب المترجمة والمؤلفة بطريقة يسهل استخدامها للعاملين في الرعاية الصحية، وتساعد على تزويدهم بالمصطلحات والمواد العربية لتحسين علاقتهم بمرضاهم.

 

يصدر المركز أيضاً مجلة دورية تُطبع كل أربعة أشهر ويُنشر من خلالها أحدث المواد البحثية والموضوعات ذات الصلة التي تهم المجتمع، ويتم توزيعها على وزراء الصحة وعمداء كليات الطب ومكتباتها والمراكز والمنظمات المتخصصة بالعلوم الصحية واللغة العربية في جميع الوطن العربي.

 

 

يمكن للمتخصصين في الرعاية الصحية الاتصال بـ ACMLS على acmls@acmls.org للحصول على مزيد من المعلومات أو للاشتراك في المجلة.