مستقبل محلات النظارات... قواعد جديدة للنجاح (12)
August 2021
سيادة الروبوت على المستقبل يجعلك اختصاصي بصر أفضل في الحاضر
قبل عشر سنوات، لم يكن هناك من يعتقد (وخاصة اختصاصيو صناعة البصريات) أن الناس سيشترون نظاراتهم عبر الانترنت. اليوم، وفقا لمحترفي صناعة البصريات أنفسهم، نجد أن ذلك يحدث كثيراً. والآن بعد أن أصبح بإمكاننا تصميم ذكاء اصطناعي قادر على قيادة السيارة في الشوارع المزدحمة، هل هناك من سبب للاعتقاد بأن التكنولوجيا حتى وإن لم تصل إلى مستوى الذكاء الإصطناعي، يمكن أن تساعد العميل في اختيار النظارة والعدسات التي يريدها بشكل أفضل من اختصاصي البصريات؟
هذا ممكن في الوقت الحالي، لكن ترميز هذه التكنولوجيا لا يزال مكلفاً إلى حد ما، كما أن الفعالية الغير كافية والكلفة الاقتصادية يبقيانا في أمان. لكن في القريب العاجل، ستكتب لنا أنظمة الذكاء الاصطناعي حلول التشغيل (في الواقع، لقد قامت بذلك فعلياً) إلى الحد الذي يجعل هذه التكنولوجيا مجانية. ماذا بعد؟
في هذا الوقت نتحرك بسرعة باتجاه التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والروبوتات، وإن الفضل في ذلك يرجع جزئياً إلى الوباء واكتشافنا الجديد لضعف قدراتنا على الاعتماد على العمالة الرخيصة من الخارج، فما الذي يحمله المستقبل لاختصاصي البصريات وحتى لقطاع البصريات بأسره؟
يتم فعلاً ومنذ الآن استخدام الأجهزة الآلية في تصميم واختيار العدسات ذات الشكل الحر. ومع ذلك، من المرجح أن تكون أحاسيسنا الغريزية هي نفسها التي كانت عليها قبل عشر سنوات. سنريح بالنا بالإعتقاد أن ذلك لن يحصل أبداً، لكن، مرة تلو الأخرى،صناعة تلو صناعة وعبرعقود متتالية، كانت التكنولوجيا تقوم بدورها بقلب كل شيء رأساً على عقب.
هناك شيء واحد مؤكد، وهو أنه إذا كان على أي مهنة البقاء على قيد الحياة بعد مجيء الروبوتات وسيادتها، فسنحتاج إلى التأكيد على الجوانب الإنسانية الأكثر تفرد في وظائفنا والعمل على تحسينها. بالنسبة لاختصاصي البصريات، هذا لا يعني معرفة المزيد عن أمراض العين (في كثير من الحالات، يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشافها فعلياً بشكل أفضل من أطباء البصريات) ولا يعني حفظ الكثير من الصيغ البصرية، أو تعليق المزيد من شهادات الاعتماد على الحائط. إنه يعني أن تكون أكثر انسانية وأكثر فائدة وأكثر تعاطفاً. إنه يعني أن تكون أكثر ابداعاً كما يعني تأكيدك على فن وحرفة البصريات وتحسينهما. إنه يعني معرفتك المزيد عن عملائك (بعد تحديد من تريدهم أن يكونوا) ومن ثم معالجتهم ، وتقديم تجربة مدهشة لهم، والأهم من ذلك كله عدم التوقف عن التعلم والنمو والعمل على أن تصبح إنساناً أفضل.
في الواقع إن نفس القدرات التي ستبقي على وظائفنا أو أعمالنا التجارية في المستقبل غير البعيد لن تساعدنا فقط على أن نصبح أكثر نجاحاً في الوقت الحاضر، بل ستساعدنا أيضا على الإستمرارية والبقاء.
لبنة أخرى في بناء الجدار
من بين أفضل النصائح التي تلقيتها على الإطلاق هي العمل على تسليط الضوء على المشكلات التي لا تزال قائمة حتى اليوم في نظام التعليم السائد الذي يعود إلى زمن الثورة الصناعية والمصمم لتقديم “عمال مطيعين ومقبولين” صالحين للعمل في المصانع.
التعليم هو الجهد للحصول عل الاعتماد لممارسة المهنة، وهو الامتثال للشروط التي تؤهل للحصول على الشهادة. يمكن للمؤسسات أن تعلمك، لكن التعلم لا يمكن أن يفرض عليك. إنه اختيار يتطلب مشاركة نشطة وليس مجرد التزام بالمعايير، والتعلم هو الأمر الوحيد الذي يؤهلك للعثور على المرونة وتفتح الإمكانيات والعطاء، لأن التعلم مهارة تمتد مدى الحياة ولا يخضع لميدان محدد. لا تتوقف أبداً عن التعلم.