مستقبل محلات النظارات... قواعد جديدة للنجاح (16)
بقدر ما يتمسك إختصاصيو البصريات بفكرة كونهم “متخصصين طبيين” بشكل يائس كمصدر للفخر والإحترام، فإن هذا بالذات هو الشيء الذي يجعلهم يتقاضون أجوراً منخفضة ولا يحترمون، وهو أيضاً ما يمنع معظم العيادات من الوصول إلى دخلها المطلوب.
تجلب تجارة التجزئة في مجال البصريات كصناعة إيرادات كل عام أكثر من مراكز العناية بالعيون. ومع ذلك، فإن العديد من إختصاصيي البصريات بالكاد يكسبون أجراً معيشياً مناسباً، كل هذا بسبب أن إختصاصيي البصريات على خطأ في مسألة تحديد مجال عملهم.
إن إختصاصيي البصريات ليسوا في الحضيض لأنهم يفتقرون إلى الترخيص أو الشهادات الجامعية. يوجد إختصاصيو بصريات في القاع لأنهم يفضلون إرتداء الروب الأبيض وأن يطلق عليهم لقب “المهنيين الطبيين” بدلاً من أن يكونوا الحرفيين وخبراء الموضة ومحركي الإيرادات الذين يدفعون صناعة النظارات إلى الأمام.
إسأل نفسك، كم عدد أزواج الأحذية التي ستبيعها شركة Nike إذا كانت تتطلب موعداً ووصفة طبية من طبيب أقدام، وبعد ذلك يمكنك ببساطة شراءها في عيادة الطبيب؟ ما مدى حماسة الشخص لشراء الأحذية الطبية؟ ومن يريد الذهاب إلى الطبيب؟
الشيء الوحيد الذي تفعله الهوية “الطبية” لإختصاصي البصريات ( إلى جانب كونها مصدر فخر مفهوم ولكنه في غير محله)، هو زرع المهنة في أسفل عمود الطوطم حيث الأجور المنخفضة وعدم الإحترام هي القاعدة، وهو في النهاية المكان الذي سيدفنهم فيه طلب المستهلك وتقدم التكنولوجيا.
من أجل تغيير مصير إختصاصي البصريات، وإعطاء مستقبل محلات النظارات التقليدية مستقبلاً أفضل وجعل مهنة البصريات أكثر ربحية لكل من إختصاصيي البصريات والأطباء الذين يوظفونهم، يتعين علينا إخراج إختصاصيي البصريات من أسفل العمود.
لا أحد يحب التغيير، لكن التغيير قادم لا محالة. في الواقع، لقد مر علينا تغيير هائل بالفعل ويبدو بالكاد أننا لاحظنا ذلك. العالم مكان مختلف عما كان عليه قبل 10- 15 عاماً. لسبب ما لا نراه، أو على الأرجح، نرفض الإعتراف به، نحن نصر على ممارسة الأعمال كما لو كنا في عام 1990.
بالتأكيد، قد ننشيء صفحة على الفيسبوك أو نحصل على تحديث لموقع الويب، أو نوظف خبيرا في وسائل التواصل الإجتماعي أو نقرر التوقف عن قياس ال PDs ، نعلم أن الأشياء قد تغيرت بشكل جذري وأساسي، حتى أفضل مصممي الويب وخبراء التواصل الإجتماعي لا يمكنهم مساعدتنا.
الحقيقة هي أننا نحاول فقط إدارة التغيير، ومحاولة تأجيله لفترة كافية، على أمل أن نتمكن من العودة إلى الوضع الراهن. لا نريد مواجهة حقيقة أنه يجب علينا بدلا من ذلك القيام بالعمل الجاد لمحاولة التكيف والتطور، مع الحفاظ على صدقنا مع أنفسنا وعملائنا، حتى نتمكن من الإزدهار في بيئتنا الجديدة.
إذن، ما الذي تغير بالضبط في السنوات العشر الأخيرة والذي أثر بشكل كبير على تجارة التجزئة البصرية؟ حسنا، أعتقد أنه يمكننا كتابة كتاب عن الموضوع، ولكن في الوقت الحالي، دعنا نقسم توزيع البيع بالتجزئة إلى ثلاثة مجالات : الخدمات المهنية، ومبيعات التجزئة، والتسويق/الإعلان. وهذا سيكون موضوع الحلقة التالية.