مستقبل محلات النظارات ... قواعد جديدة للنجاح(1)
August 2021
لا رجل حكيم ولا رجل شجاع يستلقي على سكة التاريخ بإنتظار قطار المستقبل ليصطدم به.
– دوايت أيزينهاور
ماذا بعد الفيروس؟
كانت الفترة التي مضت مجنونة. كل شيء يبدو غريباً جداً لدرجة أن يصلح ليكون فيلماً سينمائياً، لم يعد هناك شك في أن الحقيقة أصبحت أغرب من الخيال. مشاهدة الفيروس ينتشر في جميع أنحاء العالم، الإنكار، المأساة التي تلت ذلك، الإغلاق الإقتصادي، الرسائل المختلطة، عدم القدرة على محاربة العدو غير المرئي، الجدول الزمني غير المؤكد والمتغير باستمرار، الهيجان الإعلامي، السياسة، التحديات الشخصية، المخاوف وما يمكن أن يكمن على الجانب الاخر. من السهل أن تكون مرهقاً ومنهكاً، ونظراً لأن بعض الحكومات يبدو أنها تستعد للعودة إلى الوضع “الطبيعي”، فمن السهل على الأقل (أن نرغب) في الإعتقاد بأن الأسوأ أصبح وراءنا، أو ربما أن كل ما حصل كان رد فعل مبالغ فيه أو كان حلماً سيئا. الحقيقة أنه لا يزال هناك ثمن باهظ يجب دفعه. أولا في الحياة، حين نخرج من منازلنا ولا توجد حتى الآن طريقة لمكافحة الفيروس والثاني في الدمار الاقتصادي حيث يجب دفع ثمن نقص الانتاج والمبالغ الضخمة التي تكبدتها الحكومات لمعالجة الأوضاع
من الواضح، أن همنا الأول يجب أن يكون كيف نعود الى العمل – كلما كان ذلك ممكناً- مع الحفاظ على سلامة عملائنا.
ولكن ماذا بعد ذلك؟ حتى عندما يصبح الفيروس مجرد ذكريات، فإن العالم الذي نجد فيه أنفسنا لن يكون هو نفسه الذي تركناه. إن المشروع التجاري الذي يقوم بالعمل التقليدي للناس العاديين والمعايير الذهبية التي اعتمدها الاختصاصييون لفترات طويلة والتي عانوا الكثير لإرسائها سيتم تسعيرها بقيمة أقل.
الشركات التي تجبر على خلع هيكلها ستعود هزيلة. سوف تلعب الأتمتة والحلول الرقمية والرعاية الصحية عن بعد دوراً بارزاً في واقعنا الجديد، ليس فقط لأن الشركات ستضطر إلى إجراء هذه التغييرات ولكن لأنها تبدأ في رؤية قيمتها. ونتيجة لذلك، بمجرد ما تبدأ أعراض البطالة تظهر، سيصبح سوق العمل أكثر تشدداً. الموظفون العاديون الذين يقومون بعمل متوسط سيكونون اقل تقديرا وأقل قيمة من أي وقت مضى.
وبينما يبحث المستهلكون عن مزيد من الأمان والقيمة، فإن أصحاب العمل سيفعلون ذلك أيضاً. بالطبع، من كل هذا الدمار، ستنشأ فرص جديدة، هكذا يكون الأمر دائماً. فماذا يأتي بعد ذلك؟ ما يجب أن يأتي بعد ذلك هو إلتزام جديد بالتعلم، والتواصل، وتعزيز القيمة التي نقدمها للعالم سواء كشركات أو أفراد.
لقد أظهر لنا الفيروس أنه لدينا جميعاً خطوط تواصل رقمية مع البشر والموارد الأخرى أكثر مما كنا ندرك. الجانب السلبي في الأمر هو أن هناك حاجة أقل للعنصر البشري، على الأقل لبعض الوقت. الجانب الايجابي هو أن العامل الانساني أي (الإبداع والتواصل) ستكون الحاجة إليه أكثر.من حسن الحظ أننا إذا أردنا أن نتعلم شيئاً أو إذا أردنا أن نبني شيئاً، يمكننا ذلك! لا يوجد شيء يمنعنا من ذلك. تعتبر الموارد والاتصالات الرقمية ذات أهمية كبير، ولكن القيادة والمبادرة بشيء مهم هو الأمر الأكثر أهمية.
سيكون العالم مختلفاً. لقد بدأنا الان بالتفكير في كيفية التكيف وما يمكن ابتكاره.