فجأة، وبدون مقدمات، تضعنا الحياة أمام تحدٍ لاختبار شجاعتنا واستعدادنا للتغيير، ففي مثل هذه اللحظات، لا جدوى من التظاهر بأن شيئاً لم يحدث، أو القول أننا غير مستعدين بعد. إن التحدي لا ينتظر والحياة لا تنظر إلى الخلف.
– باولو كويللو

حان وقت النهوض
يوماً ما، عندما يكون لدينا ما يكفي من وسائل الاختبار والتتبع وما يكفي من الأقنعة للتجول، ربما يصبح بالإمكان تحسين علاجات كوفيد 19، عندها ستبدأ الشركات بالفتح الجزئي. ولكن من الواضح حتى الآن أن الأمور لن ترجع إلى الوضع الطبيعي بين ليلة وضحاها.
إن الكثيرين منا يعضون على أصابعهم للعودة إلى الحياة التي عرفناها، إلا أن هذا لا يمكن أن يحدث حتى يصبح لدينا لقاح أو عدوى بأعداد كبيرة بحيث يتم تثبيت مناعة القطيع، ومن غير المحتمل حدوث أي منهما خلال العام المقبل.

بالطبع، لا يمكن لسكان العالم البقاء في هذا الوضع لمدة 24 شهراً. لذا، إلى أن يحين ذلك الوقت، سنضطر إلى النهوض، ليس إلى “الحياة كما عرفناها”، ولكن إلى نوع جديد من الحياة. كيف ستبدو هذه الحياة الجديدة؟ حسناً، أفضل وقت لمحاولة معرفة ذلك هو الآن، لتحديد ما يمكن عمله وما يجب أن يكون عليه مكاننا الطبيعي في الحياة الجديدة.
قد لايصاب البعض بالخوف، ولكن هناك الملايين الآخرين خائفون. فبينما تعودنا أكثر على تجنب المخالطة المباشرة وفضلنا الطلب عبر الانترنت، فإن بيع النظارات مباشرة أصبح أكثر صعوبة للكثيرين. ما هو أسوأ هو أن الحالة التي نجد أنفسنا بمواجهتها الآن من المحتمل أن تكون مثل البرق الذي يسبق العاصفة.إن العواقب الاقتصادية للإغلاق العالمي، والإنفاق الحكومي غير المسبوق، وما يمكن اعتباره اقتصاداً طال الانتظار لتصحيحه، من المرجح أن ترافقنا لفترة طويلة.
مع نمو أعداد البطالة، قد تبدو التكلفة الأقل لشراء النظارات عبر الانترنت أكثر جاذبية لعدد كبير من الناس.

إنتبه، نحن لا نحاول هنا أن نحبطك، لكن من الأفضل التفكير في هذه الأشياء الآن بدلا من أن ينتهي بك الأمر في موقف آخر حيث تصبح الأمور أكثر صعوبة. لذا، كيف ستتعامل مع شكل الحياة لجديدة لكي تتغلب على هذه التحديات؟
لا توجد لدينا وصفة سحرية، وسيختلف وضع الجميع إلى حد ما، ولكن أولاً وقبل كل شيء، إذا كنت تأمل في البقاء في العمل التجاري، فيجب أن يشعر عملاؤك وموظفوك بالأمان. كيف يمكنك تحقيق ذلك؟
من الواضح أن معظمنا لا يعمل في بيئة مكتبية تقليدية، ولكن هناك بعض الأفكار المثيرة للاهتمام مثل محل العمل ذو” الثلاثة أمتار” كوسيلة للحفاظ على الابتعاد الاجتماعي في بيئة عمل مزدحمة.
لنفترض أنه يمكنك ايجاد طريقة لجعل الناس يشعرون بالأمان، فكيف ستقنع العملاء بعد ذلك بالإنفاق؟ سيكون من المغري تخفيض الأسعار من أجل التنافس أو حتى من أجل البقاء. وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصواب في ظروف معينة مساعدة المحتاجين، الا أنه لا يمكن أن يصبح ذلك نموذجاً لعملك الجديد. بالتأكيد ، يمكنك القيام ببعض التنزيلات الإضافية عن طريق خفض الأسعار على المدى القريب، ولكن، إلى متى؟ الزوايا التي ينبغي قطعها لخفض الأسعار لن تكسبك أي عملاء مخلصين. سيجد الآخرون دائما طريقة ما للبيع بثمن أرخص، فأنت لن تستطيع أبداً أن تقصي الشركات الكبيرة ذات الأسماء اللامعة.
لذا يصبح السؤال : ما الذي ستفعله لإقناع الناس بأن الأمر يستحق الوقت الإضافي والجهد الإضافي والمخاطر الإضافية والنفقات الإضافية لشراء نظارتهم منك؟ شيء واحد واضح : لن يكون “العمل كالمعتاد”.
ما هو واضح أيضاً هو حقيقة أن الاجابة يجب أن تكون فريدة بالنسبة لك، ليس فقط لأن موقفك فريد من نوعه، ولكن لأن “أنت” ( أي التجربة التي يمكنك تأسيسها) هي السبب الوحيد الذي يجعلك تستحق الوقت والجهد والمخاطر والنفقات الاضافية.

إقرأ السلسلة الكاملة من مقالات مستقبل محلات النظارات