مستقبل محلات النظارات... قواعد جديدة للنجاح(20)
“الوقت الضائع لا يعود أبدا”
بنجامين فرانكلين
حان الوقت لإعادة النظر
من السهل الإعتقاد بأن معظم المستهلكين يتخذون قرارات شراء النظارات عبر الإنترنت بشكل أساسي بسبب عامل السعر. في الواقع، ربما يكون هذا هو السبب الذي يتم تداوله غالباً. لذلك، قد يبدو من المغري البحث عن طرق للمنافسة على السعر في محاولة لاستعادة بعض هذه الأعمال، ولكن قبل أن تبدأ في هذا المسار – وهو أمر لا أوصي به – ضع في اعتبارك ما يلي:
يقول تسعة من كل عشرة مستهلكين إنهم من المرجح أن يختاروا بائع تجزئة على أساس كونه مناسباً وعملياً، وهذا هو أيضاً السبب الرئيسي الذي يجعل 43٪ من المستهلكين يجرون عمليات الشراء عبر الإنترنت. لقد أدى الوباء إلى التقدم في هذا الاتجاه، حيث يقبل ما يقرب من نصف المستهلكين على إنفاق المزيد من الأموال مقابل هذه الراحة، بينما في الواقع وفي أكثر الأحيان، يظهر الأطباء بوضوح أنهم لا يقدرون وقت مرضاهم بما فيه الكفاية.
فكر في تجربة فحص العين / شراء النظارات النموذجية. ضع في اعتبارك الوقت الذي يستغرقه شخص ما لجدولة موعد، والحضور مبكراً، وملء النماذج، وانتظار قدوم الدكتور واختيار الإطارات، وتحديد العدسات، ثم العودة في وقت لاحق لالتقاط النظارة. إنها ليست تجربة يتطلع إليها أي شخص،وذلك دون الخوض في فترة انتظار توسعة الحدقة والفحوصات الأخرى.
قارن ذلك بتجربة شراء النظارات من على الأريكة باستخدام جهاز محمول… نعم، وبأقل من نصف السعر.
الآن، يبدو أننا نقارن بين التفاح وبين البرتقال، لكن هل هذا واضح جداً للمستهلك؟ أجرؤ على القول بأنه ليس كذلك. أضع اللوم في ذلك بشكل مباشر على كيفية قيامنا بالأعمال التجارية في هذه الصناعة، ولكن هذا يحتاج إلى مقالة أخرى.
بغض النظرعن كل هذا، عندما تفكر في إعداد عملك التجاري لتحقيق النجاح، لا تنس أن الوقت هو مورد غير متجدد وأكثر قيمة من المال وأن وقت عملائك بالنسبة لهم له نفس أهمية وقتك بالنسبة لك. إذا اختار مرضاك صرف أموالهم في مكان آخر، فهذا لأنهم يقدرون وقتهم أكثر مما تفعل أنت.
على الرغم من أنك قد لا تكون قادراً (أو راغباً) في توفير مستوى الراحة العملية الذي يمكن أن يوفره تطبيق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، فهناك مجالان يمكنك العمل على تحسينهما لتُظهر لمرضاك وعملائك أنك تقدر وقتهم وتجعلهم يقررون قضاء بعض هذا الوقت معك.
1.إبدأ بالبحث عن طرق لتقليل الإجراءات والوقت الذي يلزم لكل خطوة من العملية. استفد من قوة الاتصالات الرقمية التي تسمح لمرضاك وعملائك بإكمال النماذج والتعرف على عملياتك ومنتجاتك وخدماتك في الوقت الذي يبدو مناسباً. إذا وجدت نفسك تجيب بشكل متكررعلى ذات الأسئلة، قم بوضع مقالات ومقاطع فيديو ورسائل بريد إلكتروني جذابة تغطي هذه الموضوعات لتوفير الوقت لك ولعملائك. قد تفكر حتى في تصميم اتصالات مخصصة للتثقيف المسبق بناءً على احتياجات العملاء/ المرضى المحددة.
2. قم بإعداد تجربة مميزة لعملائك. فكر في الطريقة التي تريدهم أن يشعروا بها ابتداءً من الوقت الذي يكتشفونك فيه وحتى مغادرتهم لمتجرك. حاول أن تجعلهم يشعرون كما لو أن وقتهم لا يضيع. إعمل على جعل كل خطوة غير مؤلمة وممتعة وحتى رائعة قدر الإمكان. كن مبدعاً وأظهر شخصيتك. لن تمنحهم سببًا لقضاء وقتهم الثمين معك فحسب، بل ستعطيهم سببًا لإخبار الآخرين بفعل الشيء نفسه.
يقدرالناس الأشياء التي يصعب صنعها – المنتجات والخدمات التي تتطلب وقتاً وجهداً وإبداعًا وقبل كل شيء البعد الإنساني الذي يصاحبها.